تدخلتْ قوات الأمن المغربية بعنف شديد صباح يوم الأربعاء فاتح آغسطس لفض اعتصام سلمي للمُواطنين الصحراويين بمعتصم "الشموخ" أمام مقر المقاطعة الرابعة بالقرب من المحطة الرئيسية بمدينة كليميم/ جنوب المغرب، مما خلف عدداً من الجرحى والمُصابين وحالات إغماء في صفوف المعتصمين الصحراويين، حسب بيان للجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان.
وأضاف البيان أن هذا الهجوم المُباغت جاء بحوالي نصف ساعة بعد أن توقفت سيارة والي المدينة أمام المعتصم المذكور، حيث التحق به باشا المدينة لينسحبا حينها لفسح المجال لمختلف أجهزة الأمن المغربية التي عمدت إلى محاصرة المعتصم من جميع المنافذ، للتنكيل بهم وإمطارهم بوابل من السب والشتم الحاط بالكرامة الإنسانية دون الاكتراث بحرمة شهر رمضان.
وقد بقيت المواطنة الصحراوية أم العيد قيدور مُمددة على الأرض لمدة ساعة تقريباً، في انتظار وصول سيارة الإسعاف التي نقلتها في حالة إغماء إلى المستشفى الإقليمي لتلقي الفحوصات الأولية، حيث أجبرت على تأدية مبلغ 100 درهم مغربية أي ما يعادل 10 أورو مقابل الفحوصات، وهو ما دفع بالمعتصمين إلى تنظيم وقفة سلمية أمام المعتصم للتنديد بهذا التدخل الهمجي وما يتعرضون له من إهمال طبي ممنهج.
وأضاف البيان آن سلطات الاحتلال المغربية واصلت فرض حصارها على الحي المذكور بإنزال مكثف لمختلف أجهزتها الأمنية بزيها الرسمي والمدني، لتجدد تدخلها الوحشي تحت جنح الظلام في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل، مخلفة العديد من الإصابات المتفاوتة الخطورة في صفوف المعتصمين خصوصاً النساء نتيجة التنكيل والضرب والرفس.
وللتنديد بهذا التدخل الهمجي نظم المعتصمون الصحراويون وقفة سلمية في حدود الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل من مساء يوم الخميس إلى الجمعة بساحة الكرامة أمام مقر الولاية بمدينة كليميم، بمشاركة عدد من الطلبة الصحراويين والمناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان .
ورددت خلال الوقفة مجموعة من الشعارات المنددة بالتدخل الهمجي الذي طال المعتصمين الصحراويين في أوقات متأخرة من الليل، وشعارات أخرى منددة باستنزاف الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي وتمادي الدولة المغربية في انتهاكاتها الجسمية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية وبمدن جنوب المغرب وفي المواقع الجامعية المغربية.
كما رددت شعارات تطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين وفي مقدمتهم معتقلي أكديم إزيك، كما تخللتها مجموعة من المداخلات التي ركزت بمجملها على ضرورة تصعيد المعركة السلمية إلى غاية انتزاع جميع حقوق الشعب الصحراوي في الحرية والكرامة وتقرير المصير، قبل أن تختتم بتلاوة البيان الذي تم توزيعه على الرأي العام.