إعتدتْ سُلطات الإحتلال المغربية بالضرب والتنكيل فجر الإثنين الموافق لـ 30 يوليوز 2012 بمدينة العيون/ الصحراء الغربية، على المواطنين الصحراويين حفظ الله محمد أحمدو وقريبه أبا علي سلامة، بسبب احتجاجهما لدى إدارة مُستشفى "الحسن بن المهدي" على الإهمال والتفريط الذي تـُعاني منه والدة حفظ الله
السيدة لالة البكاي، التي صدمتها سيارة تابعة للشرطة المغربية يوم الخميس الماضي.
وحسب مصادر حقوقية صحراوية مطلعة، فقد انهالت قوات الإحتلال المغربية على الضحيتين بالضرب والتنكيل لاحتجاجهما على تماطل الأطباء في إيلاء العناية الكافية للسيدة لالة البكاي، التي دخلتْ في وضعية غيبوبة منذ إصابتها في الحادث الذي تسببتْ فيه سيارة شرطة رغم أن محضر الضابطة القضائية المغربي قد سجل الحادث ضد مجهول للتستر على المُجرمين.
وكانت المواطنة الصحراوية المسنة لالة البكاي، قد تعرضتْ لحادث سير مروع مساء يوم الخميس أثناء ركوبها سيارة أجرة (TAXI)، مُتوجهة إلى شارع السمارة حين صدمتها سيارة شرطة من الحجم الكبير مكتظة بقوات القمع كانوا يطاردون شبان بأزقة حي الفتح بسرعة جنونية.
وقد نجم عن الحادث المروع إصابة السيدة لالة البكاي التي كانت تجلس في المقعد الأمامي من السيارة على مستوى الرأس إصابة بليغة نزفت إثرها الكثير من الدماء ـ حسب شهود عيان ـ قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى في حالة يُرثى لها وهي في غيبوبة.
وذكرت ذات المصادر التي كانت بعين المكان أثناء الحادث أن سلطات الاحتلال المغربية حاولتْ التملص من هذه الجريمة بتسجيل الحادثة ضد مجهول في محضر الشرطة القضائية، الأمر الذي أدى بالحاضرين وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة لمساندة زميلهم والسيدة لالة البكاي والاحتجاج على التزوير الذي طال المحضر وطالبوا بإحضار سيارة الشرطة التي تسببتْ في الحادث والتي كانت الشرطة قد سمحتْ لها بالهرب.
غير أن الشرطة القضائية استقدمت المزيد من قوات القمع لمحاصرة مكان الحادثة وترهيب المحتجين الذين بدورهم لم يتنازلوا عن حق المتضررين في متابعة دورية الشرطة التي صدمتهم متابعة قانونية، مع العلم أن سيارة الشرطة المغربية التي تسببتْ في هذا الحادث الأليم تحمل رقم: ش 164031.
من جهة أخرى أفادتْ نفس المصادر أن عائلة الضحية لم يعلموا بالحادثة إلا في اليوم المُوالي حوالي الساعة العاشرة صباحاً، حيث أن والدتهم كانتْ قد توجهتْ ـ حسب علمهم ـ إلى إحدى أقربائها قصد الزيارة، وبعد أن توصلوا بالخبر فوجئ إبنها حفظ الله، باستدعائه من طرف الشرطة التي طلبتْ منه التوقيع على محضر للحادث دون السماح له بإكمال قراءته.
جدير بالذكر على أن هذه ليستْ أول حادثة تتسبب فيها سيارات الشرطة في قتل إو إصابة ضحايا صحراويين بجروح خطيرة، حيث أن ستة صحراويين على الأقل، من بينهم أطفال قاصرون، قد تعرضوا للدهس من طرف سيارات البوليس المغربي.