نظم عشراتُ العمال الصحراويين بمدينة كليميم/ جنوب المغرب اعتصاماً سلمياً احتجاجاً على طردهم من العمل بشركة فن الحدائق، مُؤكدين أن قرار طردهم "جائر وعنصري ينم عن سياسية عنصرية شوفينية مقيتة مافتئت الدولة المغربية على انتهاجها بمؤسساتها على اختلافها سواء العمومية منها أو الخاصة بهدف تركيع الإنسان الصحراوي عبر تجويعه وإفقاره بهضم كافة حقوقه الأساسية"، وذلك حسبما أفادتْ به مصادر حقوقية صحراوية من المدينة.
وقالت نفس المصادر بأن إدارة الشركة المذكورة كانت قد أقدمت يوم الإثنين الماضي بتواطؤ مع المجلس البلدي والولائي على قرار طرد جميع العمال الصحراويين بالشركة المذكورة، والذين يتجاوز عددهم خمسين عاملاً صحراوياً، في سعي منها لتعويضهم بعمال مغاربة من خارج الاقليم.
ويأتي هذا الانتهاك الصارخ لحقوق العمال الصحراويين والذي يضاف إلى الانتهاكات الجسيمة التي تطال الشعب الصحراوي على اختلاف مواقع تواجده ويتوج سلسلة من الانتهاكات طالت هذه الفئة بالأساس وبصفة خاصة عمال نفس الشركة وكان آخرها القرار الجائر القاضي بطرد الناشط الحقوقي الصحراوي محمد سالم بوكرفا من العمل.
وأكدتْ ذات المصادر أن العمال الصحراويين بشركة فن الحدائق يعيشون على وقع مجموعة من الانتهاكات الصارخة الماسة بحقوقهم النقابية والمتمثلة في المساواة وعدم التمييز بين العمال على أسس عرقية أو مواقف سياسية، حيث يتلقى العامل الصحراوي أجراً قدره 70 درهماً عن يوم العمل بينما يتلقى نظيره المغربي مبلغ قدره 100 درهم عن نفس المدة.
كما لا يقتصر التفاوت على الأجر فقط ليتعداه إلى ساعات العمل، حيث يشتغل العامل المغربي نصف مدة اشتغال العامل الصحراوي، كما أن العمال الصحراويين يقتصر اشتغالهم فقط بالأعمال اليدوية والمجهدة بدنياً، بينما تظل الوظائف غير المجهدة بدنيا كالإدارة والتسيير والمراقبة حكراً على العمال المغاربة.
وكان العمال الصحراويين بالشركة المذكورة قد دخلوا في عدة وقفات واعتصامات سلمية، منددين بالسياسات العنصرية المنتهجة ضدهم ومطالبين باستعادة كافة حقوقهم المشروعة ومن بينها المساواة، أسفرت عن عدة حوارات وعود بتسوية كافة المشاكل من قبل إدارة الشركة التي سرعان ما تتراجع عنها وعدم الوفاء بها ليتتوج مسار هضمها لحقوق العمال الصحراويين هذا بقرارها الجائر بطردهم من العمل بشكل جماعي.