لليوم الثالث على التوالي تواصلتْ أشغال المؤتمر الدولي
لحقوق الإنسان Coloquío في طبعته
الرابعة عشر، المُقام بولاية ساو باولو البرازيلية، بحضور قوي للقضية الصحراوية،
حيث انطلقتْ منذ الساعات الأولى من الصباح بإلقاء مُحاضرات تبادل على إلقائها
مجموعة من الخبراء الدوليين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان.
وقد كانت البداية بمحاضرة تحت عنوان "دور الدولة في استعمال القوة
لمنع العنف" ألقاها في مُداخلة عبر "السكايب" مُتخصص في الشرطة
من البرازيل، حيث استهلها بتقديم نبذة عن الأوضاع الحُقوقية في بلده وكيفية تعامل
الشرطة مع الإحتجاجات في الشوارع، مُبيناً أن هذه القوات مهما كانت الطريقة التي
تتعامل بها مع الإحتجاجات فإن ذلك لا يكون إلا بأوامر من جهات عليا في الدولة،
داعياً في ذات السياق إلى ضرورة إيجاد آلية أو ميكانيزم لمراقبة كيفية التعامل مع
الإحتجاجات في الشوارع، ومُتسائلاَ عن كيفية العمل على إيجاد شرطة أو نوع جديد من الشرطة
يُساير الديمقراطية غير تلك التي اعتاد عليها الشارع في قمع الإحتجاجات.
ليعقب ذلك مُداخلات في نفس الموضوع من إلقاء مُمثلين عن منظمة
"كونيكتاس لحقوق الإنسان" (CONECTAS Derechos
Humanos) وعن الجامعة البابوية الكاثوليكية
في ريو غراندي دي سول.
في حين جاءت المُحاضرة الثانية تحت عنوان "الأسلحة الأقل
فتكاَ" (Las
armas menos letales) من إلقاء مريم الخواجة/ مدير
الحملات بمركز الخليج لحقوق الإنسان، حيث تناولت الإحتجاجات في بلدها البحرين
كمثال حي على الإستعمال المُفرط للشرطة البحرينية للقنابل الغازية والرصاص المطاطي
لتفريق المُتظاهرين، مما يُؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفيات.
مُوضحة في عرض بالصور الحية من أمثلة عدة في شوارع من البحرين للطريقة التي
يتم بها تفريق المُتظاهرين باستخدام تلك الأسلحة، وتقديمها لحصيلة بالأرقام والصور
للنتائج الوخيمة لاستعمالها والدول التي تصدرها.
ليُختتم النصف الأول من اليوم بمداخلة لمُمثلة عن منظمة أمنيستي
أنترناشيونال من كوريا، التي تناولتْ هي الأخرى في عرض مُصور بالأرقام والمعلومات تأثيرات
وأخطار استعمال الرصاص المطاطي والقنابل الغازية في تفريق الإحتجاجات، ضاربة المثل
ببلدها باعتباره أحد البلدان المُصدرة لهذه الأسلحة.
أما النصف الثاني من اليوم
فقد كان مُناسبة لإقامة معارض، حيث عرض كل مُشارك ما بحوزته للتعريف بمنظمته أو
جمعيته وعملها، وهي الفرصة التي استغلها مُمثل جمعية أولياء المُعتقلين والمفقودين
الصحراويين في المُلتقى محمد هلاب،
لإقامة معرض مُصغر ضم هدايا رمزية ووثائق وكتب وأقراص مُدمجة تـُعرف بالقضية
الصحراوية وبواقع انتهاكات حقوق الإنسان في الجزء المُحتل من الصحراء الغربية وفي
جنوب وداخل المغرب، الشيء الذي جلب جل المُشاركين إلى هذا المعرض، حيث طلبوا المزيد من
المعلومات وأخذ صور تذكارية وتبادل بطاقات المراسلة.