صورة من الأرشيف (مُخيم أكديم إزيك) |
أقدمتْ قوى القمع المغربية مُمثلة
في عناصر الدرك الملكي والقوات المُساعدة ومسؤولين استخباراتيين وإداريين بزي مدني
تم استقدامها من مدينة كليميم/ جنوب المغرب في الساعات الأولى من صبيحة يوم
الثلاثاء 04 سبتمبر 2012 على تفكيك اعتصام النساء الصحراويات النازحات
والمضربات عن الطعام بمنطقة وادي درعة باستعمال القوة المُفرطة، حسبما توصلتْ
به أفابريديسا في رسالة إخبارية من مصادر حُقوقية صحراوية مُطلعة.
وحسب ذات المصادر، فقد
تم خلال هذا التدخل العنيف إزالة خيمة الاعتصام والاستيلاء
على حاجياتها وسرقة الهواتف النقالة للنازحات الصحراويات المضربات عن
الطعام، وتعريضهن للمُعاملة الحاطة من الكرامة الإنسانية.
وأضافتْ نفس المصادر
أن بعض المسئولين الأمنين المغاربة أكدوا للنازحات الصحراويات أن "هذا
التدخل يأتي على خلفية استقبالهن لنشطاء حقوقيين صحراوين وعناصر من جبهة
البوليساريو".
ولم يقتصر الأمر
عند هذا الحد، بل تعداه إلى اعتقالهن وإرغامهن على
العودة إلى مدينة الطنطان/ جنوب المغرب بالقوة وتسليمهن
إلى قوات الشرطة المغربية بنقطة التفتيش المُتواجدة بمدخل المدينة، والتي
عمدتْ هي الأخرى إلى نقلهن بالقوة مُرغمات إلى مركز المدينة، بينما تم
نقل المضربة الصحراوية عن الطعام فتيحة بوسحاب (البالغة من
العمر 36 سنة) للمستشفى بعد تدهور حالتها الصحية.
جدير بالذكر أن كل هذا
يأتي عقب ستة أيام من معركة الأمعاء الفارغة، وأكثر من سبعين يوماً من
أيام النزوح المُرة، وبعد قدوم لجنة إدارية مغربية قادمة من عمالة
إقليم الطنطان ليلة الإثنين إلى الثلاثاء (03 إلى 04 سبتمبر 2012)
والتي وعدتهن بتحقيق كافة مطالبهن وفتح باب حوار جدي معهن، وأن الأمر لا
يستلزم سوى تحديد مُمثلين عنهن لهذه الغاية، الشيء الذي استبشرت
معه النازحات الصحراويات خيراً، لكن التاريخ أعاد نفسه، فبالأمس مخيم
أكديم إزيك وما صاحبه من حوارات ووعود كاذبة تـُوجت بموجة من الإعتقالات
والإختطافات والتقتيل والمُحاكمات الصورية ومداهمة المنازل والمطاردات... وغيرها
من الإنتهاكات الصارخة، واليوم نسخته المصغرة مخيم النازحات الصحراويات بوادي
درعة.