تدخلتْ سُلطات الاحتلال المغربية بقوة
مُفرطة يوم أمس الثلاثاء الموافق لـ 08 ماي 2012، لمنع عشرات المُواطنين الصحراويين من تنظيم وقفة سلمية أمام المستشفى
الإقليمي بمدينة كلميم/ جنوب المغرب للتنديد بما وصفوه "الواقع الكارثي الذي يشهده المستشفى المحلي من تردي الخدمات
الصحية أو شبه انعدامها"، وذلك بإيعاز وإشراف مُباشر من والي الجهة
ورئيس الأمن الإقليمي إلى جانب عدد من كبار ضباط الأمن والمُخابرات المدنية
والعسكرية، حسبما أفادت به اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان
بكليميم.
وأضاف ذاتُ المصدر أن قوات الأمن المغربية استعملتْ أثناء هذا التدخل العصي والهراوات ضد المحتجين الصحراويين مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى والمُصابين نـُقل بعضهم في حالات إغماء شديدة إلى المستشفى الإقليمي، نتيجة تعريضهم للضرب والتنكيل المصحوب بالرفس والجر مع الإسفلت بأسلوب همجي ومُهين، ناهيك عن السب والشتم الحاط بالكرامة الإنسانية.
ومنعتْ أجهزة الأمن المغربية بعض الأطر الطبية من الالتحاق بالمحتجين والوصول إلى مكان محاصرتهم بهدف مساندتهم في وقفتهم السلمية، حيث عمدت قوات الشرطة إلى محاصرة جميع المنافذ المؤدية من وإلى مبنى المستشفى، وإغلاق الطريق الرئيسية الرابطة بين مدنتي كليميم وآسا، في وجه المارة وحركة السير لأزيد من ثلاث ساعات.
كما طوقتْ قوات الأمن المغربية عدداً من المناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بعد تعنيفهم بشكل وحشي تحت إشراف رئيس الأمن الإقليمي المدعو سعيد، الذي لم يتردد في استهدافهم وإعطاء تعليمات صارمة للتنكيل بهم، إلى جانب تلفظه بعبارات شاذة تجاه النساء، "مما يعكس المستوى المنحط لدى أجهزة الأمن المغربية"، تضيف اللجنة.
وللتذكير ـ حسب نفس اللجنة ـ فإن المستشفى الإقليمي والقائمين عليه معروفين بتفشي ظاهرة المحسوبية والزبونية في التعامل مع المرضى بينهم، واستغلال ظروفهم المعيشية وأوضاعهم المزرية، ووضعهم الصحي المتدهور لابتزازهم من طرف بعض الأطباء، الذين لا يتوانون عن الدوس على كرامتهم من خلال المعاملة القاسية والأسلوب اللإنساني، الذي دفعهم إلى تنظيم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية السلمية داخل المستشفى للتنديد بهذه المعاملات المهينة التي تمس حقوقهم في التطبيب والرعاية الصحية.